يروي كتاب يهوديت قصة امرأة نجت شعبها من الحرب تشبه هذه المرأة إلى حد بعيد دبورة قضاة الفصلين 4 ، 5 أو أستير وينطلق كتاب يهوديت من التاريخ ولكنه يجوره مبتعداً ومخالفاً فنبوخذنصر الذي انتصر على أشور هو في كتاب يهوديت ملك أشور ثم إن الأحداث المروية تشير إلى رجوع اليهود من السبي يهوديت 4 : 3 ، 5 : 11 بينما هو الذي سباهم أما مدينة بيت فلوى التي تدور حولها الأحداث فلا ترد في أية كتابة رغم الأشارة إلى موقعها يهوديت 4 : 7 ، 6 : 11 ، 12 ، 7 : 12 ولا تقابل أي مكان في أرض كنعان كل هذا يدفعنا إلى القول أن الكاتب يخفي قصده فيشير إلى أيام صعبة عاشها الشعب اليهودي في زمن انطيوخس ابيفانيوس ما بين سنة 175 ، 164 قبل الميلاد انطلق من واقع عاشته إحدى المدن فكتب قصة خيالية ليشجع شعبه على الثبات في المحنة وعلى الأمانة لله مهما كانت الظروف من هنا يبدو اهتمام كتاب يهوديت شبيها باهتمام كتاب النبي دانيال
1 في السنة الثانية عشرة من ملك نبوخدنصر الـذي حكم الأشوريين في مدينة نينوى العظيمة كان أرفكشاد يحكم على المادايين في مدينة أحمتا
2 الـتي بنى حولها من حجارة مربعة منحوتة سورا على ارتفاع سبعين ذراعا في عرض ثلاثين َذراعا
3 وشيد أبراجها على ارتفاع مئة ذراع بأساسات عرضها ستـون ذراعا
4 وجعل أبوابها على ارتفاع سبعين ذراعا في عرض أربعين ذراعا حتـى يتسع لدخول مركباته وجيوشه
5 وفي تلك السنة شن الملك نبوخذنصر حربا على الملك أرفكشاد في السهول العظيمة حيث مدينة رعاوي
6 فالتحق بهذا الأخير جميع الـذين يسكنون الجبال المجاورة وضفاف الفرات ودجلة وياديسون فضلا عن سكان أرض أريوك ملك عليم واجتمعت أمم كثيرة لمحاربة بني كلعود
7 فاستنجد الملك نبوخذنصر ملك أشور بجميع سكان فارس وجميع سكان المناطق العربـية وسكان كيليكية ودمشق ولبنان وفيما وراء لبنان غربا إلى ساحل البحر المتوسط
8 وبشعوب الكرمل وجلعاد والجليل الأعلى وسهول يزرعيل الواسعة
9 وبجميع أهالي السامرة وجوارها من المدن في عبر الأردن وغربا إلى أورشليم وبـيت عانوت وكلعود وقادش إلى نهر مصر
10 ومنه إلى مدن تحفنحيس ورعمسيس وجميع أراضي جاسان وصولا إلى ما وراء تانيس وممفيس بما في ذلك جميع سكان مصر إلى حدود الحبشة
11 ولكن جميع سكان تلك البلدان استخفـوا بدعوة نبوخذنصر ملك الأشوريين ورفضوا أن ينجدوه في الحرب لأنهم لم يكونوا يهابونه حتـى إنهم وقفوا في وجهه متحدين كما لو كانوا رجلا واحدا وردوا رسله خائبـين وطردوهم بلا كرامة
12 فاستولى الغضب على نبوخذنصر وحلف بعرشه وملكه أن ينتقم من جميع سكان سواحل كيليكية ودمشق وسورية ويذبح بحد السيف أهل موآب وبني عمون وكل من في يهوذا ومصر وصولا إلى حدود البحرين المتوسط والأحمر
13 وفي السنة السابعة من ملكه سار بقواته إلى قتال الملك أرفكشاد فانتصر عليه وحطم فرسانه ومركباته
14 وسيطر على مدنه ودخل أحمتا واستولى على أبراجها ونهب أسواقها وحول معالمها الجميلة إلى خراب
15 وحاصر أرفكشاد في الجبال وقضى عليه بسهامه فانتهت بذلك مملكة المادايين إلى الأبد
16 ثم رجـع إلى نينوى بجيوشه الجرارة وكل من انضم إليه من الشعوب حيث استراحوا جميعا وأقاموا الولائم مدة مئة وعشرين يوما
1 : نبوخذنصر ملك الأشوريين هو في الواقع ملك بابل 2 ملوك 24 : 1 ، دانيال 1 : 1 الذي بنى حكمه على حطام الأشوريين بعد أن دمر عاصمتهم نينوى سنة 612 قبل الميلاد الذي بدأ سنة 604 قبل الميلاد احمتا عاصمة المادايين وهي اليوم همذان في ايران
5 : رعاوي هي راجيس التي تبعد 160 كيلو متر إلى الشمال الشرقي من احمتا
6 : عليم أو اليمايس 1 مكابيين 6 : 1 بني كلعود أي البابليون الملتحقون بنبوخذنصر
12 : موآب عمون تكوين 19 : 37 ، 38
1 وفي السنة الثامنة عشرة من ملك نبوخذنصر في اليوم الثاني والعشرين من الشهر الأول تم الرأي في قصره على أن ينتقم من تلك البلدان الـتي رفض سكانها الالتحاق به في حربه على أرفكشاد وهذا كما وعد سابقا
2 فدعا وزراءه وأعيان مملكته وفاتحهم بهذا الرأي سرا وأخبرهم بأنه عزم على أن يجلب الخراب لتلك البلدان
3 فوافقوا على أن يهلك كل واحد فيها رفض أن ينضم إليه
4 وفي ختام الاجتماع طلب نبوخذنصر ملك الأشوريين أليفانا قائد جيشه وهو الرجل الثاني بعد الملك
5 وقال له هذا ما يأمرك به الملك العظيم سلطان الأرض كلها أخرج الآن وخذ معك ممن تثق ببسالتهم من جنودي مئة وعشرين ألفا من المشاة واثني عشر ألف فارس وعددا كبيراً من الجياد
6 وهاجم سكان ممالك الغرب الـذين عصوا أوامري
7 وقل لهم أن يهيئوا ترابا وماء برهانا على خضوعهم لأني سأخرج عليهم في غضبـي وأغطي وجه الأرض بأقدام جيشي وأجعلهم غنيمة لي
8 وأملأ أوديتهم وأنهارهم بالجرحى والقتلى
9 وكل من بقي منهم حيا أسوقه إلى الأسر حتـى أقاصي الأرض
10 فتقدمني يا أليفانا وأخضع لي جميع هذه المناطق وإذا استسلم أهلها إليك فاحتفظ بهم حتـى يوم مجيئي لأعاقبهم
11 أما إذا قاوموا فلا تشفق عليهم بل اذبحهم وانهب أرزاقهم حيثما اتجهت
12 وقسما بحياتي وعزة ملكي أني سأفعل ما أقول
13 وأما أنت فلا تهمل أوامري أنا سيدك بل اعمل بها كلها دون تأخير
14 فخرج أليفانا من عند الملك واستدعى جميع الولاة والقواد ورؤساء جيش أشور
15 وكما أمره سيده الملك جمع مئة وعشرين ألف جندي من المشاة واثني عشر ألف فارس من رماة السهام
16 ورتبهم صفوفا للقتال
17 وسير معه عددا كبيرأ من الجمال والحمير والبغال لحمل العتاد وعددا لا يحصى من الماعز والبقر وقطعان الغنم للمؤونة
18 وأعطى كل جندي زادا وفيرا ومبلغا كبيراً من الذهب والفضة أخذه من خزينة الملك
19 ثم خرج بقواته هذه يتقدم الملك نبوخذنصر غربا وكانت مركباته وفرسانه وخيرة جنوده المشاة يغطون وجه الأرض
20 والتحق بهم من مختلف الشعوب عدد لا يحصى من المحاربـين كالجراد أو كرمل الصحراء
21 وبعد مسيرة ثلاثة أيام من مدينة نينوى في اتجاه بكتيلة وصل أليفانا إلى جوار الجبل إلى يسار كيليكية العليا ونصب معسكره هناك
22 ثم سار على رأس جنوده وفرسانه ومركباته جميعا وصعد إلى التلال المحيطة
23 وهدم مدن فوط ولود ونهب بني راشيش وبني إسماعيل الـذين كانوا يسكنون البرية الـتي إلى جنوب أرض كلون
24 ومن هناك عبر أليفانا الفرات واجتاز ما بين النهرين وهدم جميع المدن المحصنة الـتي في أعالي نهر عبرونة وصولا إلى البحر
25 واستولى على كيليكية وقتل كل من قاومه فيها ثم تابع تقدمه ووصل إلى حدود أرض يافث الـتي إلى الجنوب على مقربة من ديار العرب
26 وحاصر المديانيين وأحرق مساكنهم وسلب غنمهم
27 ثم اتجه إلى سهل دمشق في أيام الحصاد وأحرق الحقول وأهلك القطعان والمواشي وهدم المدن وأتلف المزارع وقتل فتيانهم بحد السيف
28 فاستولى الرعب والخوف على جميع سكان مدن الساحل سواء في صيدا وصور أم في سور وعكينة ويمناع وأشدود وعسقلون
الملك العظيم 2 ملوك 18 : 19 ، 28
6 : ممالك الغرب الواقعة غربي نهر الفرات يهوديت 1 : 7 ، 10
20 : قضاة 7 : 12
23 : فوط ولود إشعيا 66 : 19 بني إسماعيل قبائل بدو في شمال الجزيرة العربية
26 : المديانيين خروج 2 : 15
1 فما كان منهم إلا أن أرسلوا إلى أليفانا يطلبون الصلح قائلين
2 نحن عبـيد نبوخذنصر الملك العظيم نرمي بأنفسنا أمامك حتـى الأرض فافعل بنا ما يحلو في عينيك
3 ها بيوتنا وقرانا وغلال حقولنا وأبقارنا وأغنامنا ومراعينا تحت أمرك فاستخدمها كما تشاء
4 بل ها مدننا وسكانها عبـيد لك فتعال وافعل بها ما يطيب لك
5 فلما وصل الرسل إلى أليفانا بهذا الكلام
6 نزل إلى ساحل البحر مع جيشه وأقام معسكره في التلال وأخذ من مدنها أنصارا له
7 فاستقبله أهلها وجميع سكان تلك المناطق بالأكاليل والأهازيج والطبول
8 ولكنه مع ذلك كله دمر معابدهم وقطع أشجارهم المقدسة لأنه قرر تحطيم جميع آلهة تلك الأرض حتـى يجبر الأمم على عبادة نبوخذنصر وحده وعلى المناداة به إلها دون سائر الآلهة
9 ثم اجتاز أليفانا وادي يزرعيل قرب دوثائين الـتي قبالة سفوح جبل يهوذا الكبـير
10 وأقام معسكره ما بين أرض جبع وبـيت شان حيث أمضى شهرا كاملاً جمع فيه كل ما يحتاج إليه جيشه من المؤونة
7 : بالأهازيج والطبول خروج 15 : 20 ، قضاة 11 : 34 ، 1 صموئيل 18 : 6
8 : معابدهم هكذا في السريانية يهوديت 4 : 1 وفي اليونانية تخومهم عبادة نبوخذنصر دانيال 6 : 8 ، 11 : 36
9 : يزرعيل يشوع 19 : 18
10 : بيت شان 1 صموئيل 31 : 10
1 وسمع بنو إسرائيل المقيمون بأرض يهوذا بكل ما فعله أليفانا قائد جيش نبوخذنصر ملك الأشوريين بالشعوب المجاورة وآيف نهب معابدهم وهدمها
2 فارتعبوا منه وخافوا على أورشليم وهيكل الرب إلههم
3 وبخاصة أنهم عادوا حديثا من السبـي وتعاونوا هم وجميع سكان يهوذا على تطهير الهيكل وآنيته ومذبحه من الدنس
4 فما كان منهم إلا أن أنذروا جميع مناطق السامرة ومدن كونا وبـيت حورون وبلمائين وأريحا وكوبة وحاصور ووادي شليم
5 ثم تمركزوا على رؤوس الجبال كلها وحصنوا قراها وخزنوا المؤونة استعدادا للقتال وكانت حقولهم حصدت منذ حين
6 وكتب يواكيم الكاهن الأعلى وكان في تلك الأيام مقيما في أورشليم إلى جميع الساكنين في مدن بيت فلوى وبيت مستئيم قبالة يزرعيل باتجاه السهول الـتي بجوار دوثائين
7 أن يسيطروا على مسالك الجبال المؤدية إلى يهوذا وبذلك يسهل أيقاف الغزاة لضيق المسالك الـتي لم تكن تتسع لأكثر من جنديين جنبا إلى جنب
8 ففعل بنو إسرائيل كما أمرهم يواكيم الكاهن الأعلى وشيوخهم الساكنون في أورشليم
9 وصرخ كل شعب إسرائيل إلى االله وصاموا وانسحقوا أمامه
10 ولبسوا المسوح هم ونساؤهم وأولادهم ومواشيهم والغرباء والأجراء المقيمون بـينهم
11 ثم انطرح كل رجل وامرأة وطفل من سكان أورشليم أمام هيكل الرب وذروا على رؤوسهم الرماد ونشروا مسوحهم أمام الرب
12 وغطوا مذبحه بمسح وصرخوا كلهم بصوت واحد إلى إله إسرائيل أن لا يجعل أطفالهم ضحية ونساءهم غنيمة ومدنهم خرابا وهيكلهم نجاسة وعارا وشماتة للأمم
13 فاستجاب الرب إلى صلواتهم وتحنـن عليهم في محنتهم خصوصا بعد أن صام الشعب في يهوذا وأورشليم عدة أيام أمام هيكل الرب القدير
14 ووقف يواكيم الكاهن الأعلى وجميع الكهنة الـذين في هيكل الرب وهم يلبسون المسوح وقدموا المحرقات اليومية إلى الرب وذبائـح الشعب
15 والرماد على رؤوسهم وكانوا يصرخون إلى الرب بأعلى أصواتهم ملتمسين منه الرحمة لبيت إسرائيل
3 : عادوا من السبي عزرا 1 : 1 ، 4
6 : يزرعيل يهوديت 3 : 9
10 : يونان 3 : 5 ، 8
11 : ذروا الرماد علامة الحزن والحداد والتوبة ارميا 6 : 26 ، دانيال 9 : 3
14 : المحرقات اليومية خروج 29 : 38 ، عدد 28 : 3
1 ووصل الخبر إلى أليفانا رئيس جيش الأشوريين أن بني إسرائيل استعدوا للقتال وأنهم سدوا مسالك التلال وحصنوا رؤوس الجبال وأقاموا الحواجز في السهول
2 فغضب واستدعى أمراء موآب وقادة بني عمون وحكام مدن ساحل البحر المتوسط
3 وقال لهم أخبروني الآن يا بني كنعان من هم أولئك الـذين يعيشون في تلك الجبال وما المدن الـتي يسكنونها وكم يبلغ عدد جيشهم وما مصدر قوتهم وقدرتهم ومن الملك الـذي يحكمهم ومن هو قائد جيشهم
4 ولماذا امتنعوا دون جميع سكان الغرب عن الخضوع لي
5 فأجابه أحيور قائد بني عمون إن سمعت لي يا سيدي أخبرك الحقيقة عن أولئك الشعب المقيمين في الجبال المجاورة ولن أكذب بكلمة واحدة
6 إنهم من نسل الكلدانيين
7 وكانوا سابقا يقيمون بين النهرين ولكنهم نزحوا من هناك لأنهم رفضوا عبادة آلهة آبائهم في أرض الكلدانيين
8 وفضلوا عليها إله السماء ولذلك طردوا من أرضهم أرض آلهتهم فهربوا إلى ما بين النهرين حيث أقاموا مدة طويلة
9 ثم أمرهم إلههم أن يخرجوا إلى أرض كنعان والإقامة فيها وهناك كثر ذهبهم وفضتهم ومواشيهم
10 فلما انتشر الجوع في أرض كنعان كلها نزلوا إلى مصر وعاشوا في بحبوحة وتكاثروا هناك حتـى صار عددهم لا يحصى
11 فانقلب عليهم ملك مصر وعاملهم بخبث وأذلهم في العمل بحجارة الطين وجعلهم عبـيدا
12 فصرخوا إلى إلههم فضرب جميع أرض مصر بالأوبئة المميتة حتـى طردهم المصريون من أرضهم
13 فشق االله البحر الأحمر طريقا لهم
14 وقادهم إلى سيناء وقادش برنيع وطرد من هناك جميع الساكنين في تلك البرية
15 وهكذا أقاموا في أرض الأموريين وأبادوا بقوتهم بني حشبون قبل أن يعبروا نهر الأردن ويستولوا على الأرض الجبلية المجاورة
16 ثم طردوا الكنعانيين والفرزيين واليبوسيين وأهل شكيم والجرجاشيين وهم يقيمون في تلك البلاد إلى الآن
17 وطالما أنهم ما أخطأوا أمام إلههم كان النجاح حليفهم لأن إلههم يكره الإثم
18 ولكنهم عندما حادوا عن طريقه بدأوا يخسرون في حروبهم إلى أن أخذوا إلى السبـي في أرض غريبة بعد أن تدمر هيكل إلههم واحتل الأعداء مدنهم
19 والآن بعد أن تابوا إلى إلههم ورجعوا من أماكن سبـيهم عادوا فتملكوا أورشليم حيث هيكل عبادتهم واستقروا في هذه الجبال الـتي آانت خالية من السكان
20 والآن يا سيد أقترح أننا قبل أن نفعل أي شيء علينا أن نتأكد إن كان هؤلاء الشعب أخطأوا أمام إلههم حتـى إذا صعدنا إليهم تغلبنا عليهم
21 ولكن إن لم يكونوا أخطأوا أمام إلههم فخير لسيدي أن يتركهم وشأنهم لأن إلههم يدافـع عنهم فنكون عارا عند جميع أمم الأرض
22 فلما انتهى أحيور من هذا الكلام رفع الجنود المحتشدون حول الخيمة أصواتهم بالاحتجاج وطالب قادة جيش أليفانا وكل الأنصار من ساحل البحر المتوسط وموآب بقتل أحيور
23 وقالوا لأليفانا لماذا نخاف بني إسرائيل وهم قوم لا قوة لهم ولا قدرة على الثبات في القتال
24 فهيا نصعد إليهم أيها القائد أليفانا لنجعلهم فريسة لجيشك العظيم
2 : موآب عمون يهوديت 1 : 12
3 : يا بني كنعان السكان المجاورون لشعب اسرائيل
4 : سكان الغرب يهوديت 2 : 6
6 - 19 : نقرأ هنا ملخصاً لتاريخ بني اسرائيل من ابراهيم إلى الرجوع من السبي الكلدانيين البابليين تلميح إلى موطن إبراهيم تكوين 11 : 27 ، 28 أرض الكلدانيين في أور في المنطقة السفلى لبلاد الرافدين ما بين النهرين تكوين 11 : 31 تستوحيان معانيهما من تقاليد يهودية لا يوردها تكوين 11 : 31 ، 12 : 20 ، 46 : 6 ، 7 ، 47 : 11 ، 12 ، خروج 1 : 10 ، 14 الأوبئة المميتة خروج 7 : 14 ، 12 : 41 ، 14 : 21 ، 22 حشبون عدد 21 : 25 ، 30 ، تثنية 28 : 1 ، 14 ، يهوديت 4 : 3
22 : موآب يهوديت 1 : 21
1 ولما هدأ ضجيج الـذين حول المجلس قال أليفانا قائد جيش أشور لأحيور أمام القادة وجميع الأنصار من موآبـيين وغيرهم من الشعوب
2 من أنت يا أحيور ومن هم جنودك هؤلاء المرتزقة لبني أفرايم حتـى تتنـبأ لنا اليوم قائلا إننا يجب أن لا نحارب بني إسرائيل لأن إلههم يدافـع عنهم؟وهل من إله غير نبوخذنصر؟
3 فهو يرسل جيشه ويمسح بني إسرائيل عن وجه الأرض ولن يقوى إلههم على إنقاذهم نحن جنوده سنبـيدهم بضربة واحدة ولن يثبتوا أمام فرساننا
4 سيبـيدون وجبالهم سترتوي بدمائهم وسهولهم ستغطيها الجثث إنهم سيـزولون وما من أثر سيبقى لهم تماما كما أمر نبوخذنصر ملك العالم لأن ما يقوله يتحقق
5 وما أنت يا أحيور إلا من مرتزقة العمونيين وما كلامك اليوم إلا دليل على ما في باطنك من الخبث فلن ترى وجهي إلا بعد أن أنتقم من هذا الشعب الـذي خرج من أرض مصر
6 وعند ذلك يخترق جنبيك سيف جنودي ورمحهم فتسقط بين قتلى بني إسرائيل
7 أما الآن فيأخذك الجنود إلى تلك الجبال ويتركونك في إحدى النقاط الحصينة الـتي منها يتحكم بنو إسرائيل بالمسالك
8 وهناك تلقى الموت مع ذلك الشعب
9 وإذا كنت مقتنعا بأنهم لن يغلبوا فلماذا انخطف لونك؟هذا ما أقوله إن كلمة واحدة من كلامي لن تذهب باطلا
10 ثم أمر أليفانا خدمه الـذين كانوا في خيمته أن يقبضوا على أحيور ويأخذوه إلى بيت فلوى ويسلموه إلى أيدي بني إسرائيل
11 فأخرجوه من المعسكر إلى السهل ومن هناك صعدوا به إلى المرتفع فوصلوا إلى النبع الـذي تحت بيت فلوى
12 فلما رآهم أهل المدينة الواقعة على المرتفع حملوا سلاحهم وخرجوا من المدينة إلى رأس التلة ومن هناك أخذ الرماة بالمقاليع يمطرونهم بالحجارة حتـى منعوهم من مواصلة الصعود
13 فاحتموا بصخرة عند أسفل المرتفع حيث قيدوا أحيور وتركوه ورجعوا إلى سيدهم
14 ولما نزل بنو إسرائيل من بـيت فلوى وجدوا أحيور فحلوه من قيده وأخذوه إلى المدينة وأحضروه أمام حكامها
15 وكانوا في تلك الأيام عزيا بن ميخا من سبط شمعون وكبري بن عتنيئيل وكرمي بن ملكيئيل
16 فدعا هؤلاء شيوخ المدينة يتبعهم جمهور من الفتيان والنساء فأوقفوا أحيور وسط الجميع وأخذ عزيا يسأله عما جرى
17 فأخبرهم أحيور بما دار في مجلس أليفانا وبما قاله بحضرة قواد أشور وبكل الكلام الـذي أعلنه أليفانا بتكبر على بني إسرائيل
18 فركع الشعب ساجدين الله وصلوا
19 أيها الرب إله السماء أنظر كيف أذلنا الأعداء بتكبرهم فارحمنا وساعدنا نحن شعبك
20 ثم امتدحوا أحيور لشجاعته
21 وأخذه عزيا إلى بـيته وأعد له عشاء دعا إليه الشيوخ كلهم وفي تلك
الليلة بطولها ظلوا يستنجدون بإله إسرائيل على أعدائهم
6 : رمحهم هكذا في السريانية وفي اليونانية شعب قيادي
10 : بيت فلوى يهوديت 4 : 6
15 : كان عزيا من سبط شمعون يهوديت 9 : 2 اهتم الكاتب بهذا السبط الذي لعب دوراً مغموراً في تاريخ شعب اسرائيل
19 : أذلنا الأعداء بتكبرهم 2 ملوك 19 : 4 ، 16 ، رسل 4 : 29
1 وفي اليوم الثاني أمر أليفانا جيشه وحلفاءه أن يزحفوا على بـيت فلوى ويحتلوا سفوح التلال استعدادا للهجوم على بني إسرائيل
2 وكان عدد الجنود المشاة مئة وسبعين ألفا والفرسان اثني عشر ألفا عدا الرجال المسؤولين عن العتاد والمؤن
3 وعسكر هؤلاء عند النبع الـذي في الوادي الـذي قرب بيت فلوى وكان معسكرهم كبـيرا بحيث بلغ عرضه من دوثان إلى بلما وطوله من بيت فلوى إلى قليمون الـتي قبالة وادي يزرعيل
4 فلما رأى بنو إسرائيل كثرتهم ارتعبوا وقال بعضهم لبعض هؤلاء الرجال سيفترسون كل ما على وجه الأرض فلا الجبال ولا الأودية والهضاب قادرة على إطعامهم
5 ثم تناول كل رجل سلاحه وأشعلوا النيران على أسوار قلاعهم وبقوا ساهرين طول ذلك الليل
6 وفي اليوم التالي عرض أليفانا جميع فرسانه على مرأى بني إسرائيل في بـيت فلوى
7 وتفقد المسالك المؤدية إلى المدينة والينابـيع الـتي تزودها بالمياه فاحتلها وأقام حراسا عليها قبل أن يعود إلى معسكره
8 حيث أتاه أمراء بني عيسو وحكام شعب موآب وقادة جنود مدن الساحل وقالوا له
9 إن سمحت لنا يا سيد سنقترح عليك خطة تجنب جيشك كل مكروه
10 فهؤلاء الإسرائيليون لا يتكلون على قوتهم العسكرية وإنما على ارتفاع جبالهم الـتي يصعب الوصول إلى قممها
11 لذلك لا تهاجمهم في صفوف منتظمة كما هي العادة وإن فعلت هذا فلن تخسر جنديا واحدا
12 فابق في معسكرك مع جنوده ودع رجالك يستولون فقط على منبع الماء الـذي عند أسفل الجبل
13 فمن هذا النبع يستقي جميع أهالي بـيت فلوى فيقتلهم عطشهم ويسلمون مدينتهم أما نحن وبنو قومنا فنحتل قمم الجبال المجاورة ونحرس المدينة فلا ندع أحدا يخرج منها
14 فيموت فيها الرجال والنساء والأولاد جوعا ودون قتال تتكوم جثثُهم في الشوارع في كل مكان من المدينة
15 فينالون جزاءهم العادل لتمردهم ورفضهم الاستسلام إليك
16 فسر هذا الكلام أليفانا وقادته وعزم على أن يعمل به
17 فنقل بنو موآب معسكرهم ومعهم خمسة آلاف أشوري إلى الوادي ليستولوا على منبع الماء الـذي يستقي منه بنو إسرائيل
18 ثم تبعهم بنو عيسو وبنو عمون وعسكروا في التلال الـتي قبالة دوثان ومن هناك توزعوا جنوبا باتجاه أغربـيل الـتي على مقربة من خوس عند نهر مخمور وعسكر سائر جيش الأشوريين في السهل فغطوا وجه الأرض هناك لكثرة خيامهم وعتادهم
19 فصرخ بنو إسرائيل إلى الرب إلههم مستنجدين لأنهم خافوا عندما رأوا أعداءهم يحيطون بهم من كل جانب ولا سبـيل إلى النجاة منهم
20 وبعد أربعة وثلاثين يوما من الحصار جفت مياه آبار المدينة
21 ولم يبق منها شيء في حياضها وما كانت حصة الواحد منها يوما كافية لإطفاء العطش
22 فبدا الأطفال كالموتى وأخذوا يتساقطون في شوارع المدينة ومداخلها لشدة ما ضعفت قواهم
23 فتجمع حول عزيا وأعيان المدينة جميع النساء والرجال والأطفال ورفعوا أصواتهم قائلين أمام شيوخ المدينة كلهم
24 يحكم االله بـيننا وبينكم فأنتم جلبتم علينا شرا عظيما لأنكم رفضتم مصالحة بني أشور
25 حتـى لم يعد لنا الآن من خلاص لأن االله سلمنا إلى أيديهم ونحن في هذه الحال سنموت من العطش أمام عيونهم
26 فما عليكم الآن إلا أن تدعوا الأشوريين وتسلموا المدينة لهم
27 فخير لنا أن يأسرونا ونصير عبـيدا لكن أحياء من أن نرى نساءنا وأطفالنا يموتون هنا أمام عيوننا
28 فنستحلفكم بالسماء والأرض وبإلهنا ورب آبائنا الـذي يعاقبنا اليوم على خطاياهم وخطايانا أن تسلموا المدينة إليهم حتـى ينقذنا االله من هذا الموت المرعب الـذي نواجهه
29 ثم أخذوا جميعا بالبكاء وصرخوا إلى الرب إلههم مستنجدين
30 فقال لهم عزيا تشجعوا يا إخوتي لنصمد خمسة أيام أخرى فأنا واثق أن الرب إلهنا سيرحمنا وينقذنا ولن يتخلى عنا
31 فإذا انقضت هذه المدة ولم يأتنا العون فعلنا ما تطلبون
32 وأمر الجموع أن يتفرقوا فذهب الرجال إلى حراسة أسوار المدينة وأبراجها بينما عاد النساء والأطفال إلى بيوتهم وكانوا جميعا مكسوري الخاطر
3 : 1 ملوك 20 : 23
23 : عزيا وأعيان المدينة يهوديت 6 : 14 ، 15
27 : لكن أحياء خروج 14 : 12
28 : الآية 26
1 فسمعت يهوديت بهذه الأحداث وهي بنت مراري بنت آخيس بن يوسف بن عزيئيل بن حلقيا بن جدعون بن رافائيم بن أحيطوب بن إيليا بن حلقيا بن ألياب بن نتانائيل بن شلوميئيل بن صورشداي بن إسرائيل
2 وكان زوجها منسى من عشيرتها وأنسبائها
3 وهو الـذي ضربت حرارة الشمس رأسه عندما كان أيام الحصاد يراقب رابطي الحزم في الحقل فمات على فراشه في بـيت فلوى مدينته وقبر في مدفن آبائه في الحقل الـذي بين دوثان وبلمون
4 وعاشت يهوديت أرملة في بيتها مدة ثلاث سنين وأربعة أشهر
5 ونصبت لها خيمة على سطح بيتها واتزرت بلباس الأرامل
6 وكانت تصوم تلك المدة كلها ما عدا السبوت ورؤوس الشهور وأعياد بني إسرائيل وأيام أفراحهم
7 وكانت صبـية وجميلة ترك لها زوجها منسى ذهبا وفضة وخدما وجاريات وماشية وأملاكا
8 ولم يكن أحد يتهمها بسوء لأنها كانت تخاف االله
9 فلما سمعت هذه المرأة بشكوى الناس إلى عزيا بسبب قلة المياه وكيف أن عزيا وعدهم بتسليم المدينة إلى الأشوريين بعد خمسة أيام
10 أرسلت جاريتها الـتي تدير جميع شؤونها إلى عزيا والشيخين كبري وكرمي تطلب منهم الحضور إليها
11 فلما حضروا قالت لهم إستمعوا لي يا قادة فلوى إن الكلام الـذي نطقتم به اليوم أمام أهالي المدينة لا يجوز مطلقا فكيف تجربون االله وتعدون أن تسلموا المدينة إلى أعدائنا إلا إذا التفت الرب إلى معونتنا بعد عدد من الأيام؟
12 فمن أنتم حتـى تجربوا االله في هذا اليوم وتحلوا محله في تدبـير الأمور؟
13 أنتم تجربون الرب القدير؟لن تعرفوه ولن تعرفوا أفعاله
14 إن كنتم لا تقدرون أن تكشفوا أعماق الإنسان ولا أن تفهموا ما يجول في خاطره فكيف
تكتشفون االله الـذي صنع كل شيء وتعرفون أفكاره وتفهمون مقاصده؟لا تقدرون على ذلك لا أيها الإخوة فلا تثيروا غضب الرب إلهنا
15 فإن لم يسارع إلى معونتنا مدة هذه الخمسة أيام فهو قادر على
حمايتنا متى يشاء وفي أي يوم يشاء أو على تدميرنا أمام أعدائنا
16 فلا تشترطوا على االله لأن االله لا يؤخذ بالإكراه كالإنسان ولا هو بالإكراه يحيد عن نياته
17 لذلك إذا انتظرنا الخلاص منه فما علينا إلا أن نستنجد به وهو يسمع صوتنا إذا شاء
18 فلا أحد من عشائرنا أو أنسبائنا أو قومنا أو الساكنين معنا في مدننا يعبد في أيامنا هذه آلهة مصنوعة بأيدي البشر
19 كما فعل آباؤنا من قبل فأسلمهم االله من أجل ذلك إلى السيف والنهب والهلاك بين أعدائهم
20 ولكن بما أننا نحن لا نعبد إلا االله الواحد فرجاؤنا أنه لا ينبذنا ولا ينبذ أحدا من شعبنا
21 وإذا احتل الأعداء مدينتنا هذه يصيب الخراب جميع يهوذا ولا يسلم الهيكل في أورشليم من النهب فيعاقبنا االله بالموت على ما يلحق به من الدنس
22 وأما ما يصيب إخوتنا من تقتيل وبلادنا من سبـي وأرضنا من دمار، فتقع مسؤوليته علينا أينما حللنا عبـيدا بين الأمم ونكون خزيا وسخرية عند جميع الـذين يستعبدوننا
23 وأي نفع لنا من استسلامنا الآن إلى العدو غير أن يحوله االله إلى مذلة؟
24 والآن يا إخوتي لنكن قدوة لبني قومنا فحياتهم تتوقف علينا وكذلك الهيكل والمذبح
25 وفوق ذلك لنحمد الرب إلهنا الـذي امتحننا كما امتحن آباءنا
26 تذكروا كيف امتحن إبراهيم وإسحق وما جرى لـيعقوب بين النهرين من سورية حين كان يرعى غنم خاله لابان
27 رماهم االله جميعا في النار ليمتحن أمانتهم له ولكنه لا يمتحن أمانتنا له بمثل ما امتحنهم به ولا هو ينتقم منا بقدر ما ينذرنا نحن الـذين نتقرب إليه
28 فقال لها عزيا كلامك يدل على طيبة قلبك ولا أحد يقدر أن يخالفك
29 فما هذه المرة الأولى الـتي تظهر فيها حكمتك فمنذ عرفناك والجميع يدركون ما أنت عليه من الفهم وطيبة القلب
30 ولكن شعبنا يموتون عطشا وهم أرغمونا على ما تكلمنا به وعلى اليمين الـتي حلفناها ولا نقدر إلا أن نفي بها
31 فالآن صلي عن شعبنا فأنت امرأة تقية لعل االله يمطر علينا ما يملأ حياضنا ماء فلا نموت عطشا من بعد
32 فقالت يهوديت إسمعوا لي لأخبركم بأني عزمت على عمل يتذكره شعبنا جيلا بعد جيل
33 ففي هذه الليلة تحرسون أنتم بوابة المدينة فأخرج أنا وجاريتي منها وقبل مجيء اليوم الـذي وعدتم فيه أن تسلموا المدينة إلى أعدائنا سينقذ الرب بني إسرائيل على يدي
34 ولكن لا تسألوني عما سأعمله لأني لن أعلمكم به إلا بعد حصوله
35 فقال عزيا وشيخا المدينة اللذان معه إذهبـي بسلام وليكن الرب الهنا معك في الانتقام من أعدائنا
36 وانصرف كل منهم من خيمة يهوديت إلى مخفره
1 : إسرائيل أو يعقوب وهناك مخطوطات تزيد بشمعون يهوديت 9 : 2
3 : دوثان يهوديت 3 : 9
10 : عزيا وكبري وكرمي يهوديت 6 : 15 هناك مخطوطات يونانية ولاتينية تسقط اسم عزيا
14 : رومة 11 : 33 ، 34
19 : كما فعل آباءنا 2 ملوك 17 : 7 ، 12
21 : فيعاقبنا الله بالموت هكذا في بعض المخطوطات النص التقليدي يحاسبنا الله
23 : أي نفع لنا من استسلامنا الآن إلى العدو أو أي نفع لنا من عبوديتنا
26 : تكوين 22 : 1 ، 18 ، 29 : 1 ، 31 : 5
27 : نتقرب إليه أو نعبده